محمد محمود - ابوظبي - أحد الأسئلة المثيرة للجدل بين بعض مشجعي كرة القدم هو متى بدأ حراس المرمى بارتداء القفازات التي تساعدهم بشكل كبير في دورهم الحاسم ضمن خط الدفاع.
وفي هذا المقال الذي يستعرضه لكم موقع ” رياضة 365 “، ستقومون برحلة تاريخية لاستكشاف تطور قفازات حراس المرمى قبل أن نجيب على السؤال: من هو المبتكر الأول الذي ارتدى القفازات؟
في البداية، كانت القفازات مجرد واقيات لليدين ولم يكن لها أي دور وظيفي إلا في حماية الحارس من اللدغة الشديدة للتسديدات المرتفعة والبعيدة التي تبلغ 25 ياردة.
ولكن الآن، لم تعد القفازات تحمي الحارس فقط من الإصابات المرتبطة باليدين، بل تساعد أيضًا في تعزيز قدرات الحارس في إيقاف التسديدات والتعامل مع الكرة بشكل فعال.
منذ بداياتها المتواضعة كأداة بسيطة للحماية، تطورت القفازات التكنولوجيا بشكل مدهش وأصبحت قطعة حاسمة في مجال حراسة المرمى.
ومنذ ما يقرب من قرن من الزمان، لم يعتاد حارس المرمى على ارتداء القفازات اعتمَدوا فقط على أيديهم العارية للتصدي للكرة، وقاموا بالقفز بلا خوف، دون أن يُردَعوا بوزن الكرة الثقيل الطائرة نحوهم.
ومع ذلك، في الأيام الأولى لكرة القدم في نهاية القرن التاسع عشر، كانت الكرات أثقل بكثير، ولم يتمكن اللاعبون من توليد نفس القوة التي يستطيعون توليدها اليوم.
ومازال من الممكن كسر أصابع أو أصابعين بسهولة، ولكن في تلك الأيام كان يُنظَر إليها كجزء من المهمة، وحتى كجزء من المتعة.
متى بدأ حراس المرمى بارتداء القفازات؟
لقد مرت سنوات قبل أن تبدأ القفازات في الظهور، على الرغم من أنه كان من الواضح بأن إصابات اليد لحراس المرمى كانت مؤلمة.
ولهذا تم تأسيس أول شركات تصنيع قفازات حارس المرمى في شركة روش عام 1934 وتقوم حاليًا بإنتاج قفازات حراسة المرمى للبيع العام.
ولكن كان هناك فرصة كبيرة أن تكون هذه المنتجات قد ظهرت في وقتٍ أبكر من ذلك، فقد تم تسجيل براءة اختراع لقفازات حارس المرمى في عام 1885 من قبل شخص بريطاني.
ودخلت القفازات إلى مجموعة أدوات “Keepers” بعد الحرب العالمية الثانية، وبمجرد وصولها، سيجتمع جميع المعجبين للاتفاق على رأيهم بأنهم لم يعجبهم.
وكان الحراس الذين كانوا يرتدون القفازات في الخمسينيات والستينيات يتعرضون عادة للانتقاد بسبب ذلك.
في الواقع، لم تكن قفازات هذا العصر تقدم الكثير من الحماية كما هو متوقع، على الرغم من أن هذا كان الهدف الرئيسي لها في هذه المرحلة.
في البداية، كانت هذه القفازات الأولى بسيطة وبدائية وتصنع من مواد مثل القطن أو الجلد.
ولقد قدمت الحد الأدنى من الحشو والحماية، والهدف الرئيسي لهذه القفازات الأولى كان توفير الحماية من الصدمات أو الطقس البارد، بدلاً من تحسين أداء الحارس مثلما تحقق القفازات الحالية.
أول حارس يرتدي القفازات
على الرغم من أنه يوجد أمثلة لحراس المرمى الذين يستخدمون وسائل حماية مؤقتة مثل قفازات البستنة أو القفازات الصوفية في الدوريات الأدنى أو لعب كرة القدم للهواة، إلا أنه قد يستغرق حوالي 100 عام حتى يتبنى الحراس المرمى تلك الوسائل بانتظام ويستفيد من فوائدها الإضافية التي يمكن أن توفرها.
أماديو كاريزو أول من استخدم القفازات لي 1945
اماديو كاريزو، حارس المرمى الأرجنتيني والمعروف بـ أب دور حارس المرمى، كان أول من قام باستخدام القفازات في سنة 1945.
كان له تأثير كبير في عالم كرة القدم ويعتبر أحد الرواد في هذا المجال.
يُعزى إليه جميع التطورات الابتكارية التي ساهمت في نهضة حراس المرمى ووصولهم إلى ماهم عليه اليوم.
وشارك كاريزو في الفترة من 1945 إلى 1968 مع نادي ريفر بليت، وكانت قفازاته الشهيرة رمزًا لابتكاراته المميزة.
كانت قفازات حراسة المرمى الخاصة به هي أكثر من مجرد قفازات بستنة بسيطة، إنها مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاته الفردية.
وعلى الرغم من التخصيص الفريد لهذه القفازات، إلا أنها لم تكن فعالة حقا في المهمة التي تعهد لها، ولذا فإن هناك حججًا قوية تؤيد أن قفازات البستنة هي الخيار الأفضل.
وكانت قفازات كاريزو مصنوعة من القطن، مما كان يوفر بعض الحماية يديه، لكنها لم تثبت جدواها في الطقس الرطب.
أول شركة لتصنيع القفازات | روش – سنة 1934 |
أول من أرتدى القفازات | أماديو كاريزو – سنة 1945 |
فالنسيج القطني يمتص الماء بسرعة، مما يجعل القفازات زلقة للغاية ويقلل من قدرة كاريزو على الاحتفاظ بالكرة بين يديه
وهي كقفازات واقية، فشلت في توفير الحماية المثلى، حيث توفر طبقة التوسيد الرقيقة القليل من الدعم والحماية.
وعلى الرغم من أن القفازات لم تكن مفيدة، فقد تم عرض فكرة القفازات على حراس المرمى في العالم لـ كرة القدم.
وفي الستينيات، أصبحت القفازات شائعة بشكل كبير، حيث بدأ العديد من حراس الأمن يرتدونها في ظروف أكثر برودة وصعوبة.
وكانت القفازات مفيدة بشكل خاص في الجو الرطب، حيث توفر قبضة أفضل من الأيدي المبللة.
شهدت صناعة قفازات حراسة المرمى تغييراً وتطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة.
وقد بدأت هذه التطورات في منتصف الستينيات مع إصدار العلامة التجارية Stanno’s لقفازات حراسة المرمى الجلدية.
وكان هذا الإصدار الأول خطوة هامة نحو تحسين المعدات المستخدمة في هذه المهنة، حيث بدأت تبدو القفازات مشابهة للمعدات الحديثة التي نراها اليوم.
في نهائيات كأس العالم 1970، ارتدى الأسطورة جوردون بانكس لاعب إنجلترا الشهير القفازات كتجربة، وذلك باستخدام نسخة تطورت أكثر من قفازات كاريزو.
وكان الفرق الأكثر وضوحًا في هذا التجربة هو زيادة قوة قبضة بانكس على الكرة بفضل قفازات كاريزو التطورية.
و أثبتت هذه التجربة نجاحها بشكل كاف، ومع دخول السبعينيات، شهدت كرة القدم تطورات هائلة كانت على مقربة من بانكس و قفازاته.
التقدم التكنولوجي لقفازات حارس المرمى بسبب مادة اللاتكس
في العقود الأخيرة من القرن العشرين، شهدت قفازات حراس المرمى تطورًا كبيرًا بفضل التقدم في المواد والتكنولوجيا، وأدت استخدام حشوة من المطاط والرغوة إلى تعزيز مستوى الحماية وامتصاص الصدمات.
وتم وضع الحشوة بشكل استراتيجي على جوانب وخلفية اليدين لتقليل تأثير الكرات والصدمات المتوقعة.
لقد استُخدمت طرائق مختلفة لتعزيز قبضة القفازات، وكانت تشمل تجعيد سطح القفازات أو إضافة مادة لاصقة أو استخدام مواد تُعزِّز القبضة بشكل طبيعي.
وفي فترة الثمانينيات شهدت نقطة تحول أخرى في تطور قفازات حراس المرمى بفضل استخدام مادة اللاتكس.
و أحدثت مادة اللاتكس ثورة في هذا المجال، حيث يقدم قبضة متميزة وتحكم فائق في الكرة.
ساعدت قدرة اللاتكس على التكيف مع شكل الكرة وتقديم قبضة تشبه الغراء على سطحها وقد غيرت قواعد اللعبة.
في الوقت الحالي، القفازات الخاصة بحراس المرمى بدأت في تقديم أنظمة حماية للأصابع.
وتشتمل هذه الأنظمة على أشواك بلاستيكية توجد داخل القفازات لمنع الإصابات التي يمكن أن تحدث نتيجة انحناء أو تمدد زائد للأصابع.
الابتكارات الحديثة لـ قفازات حارس المرمى
في السنوات الأخيرة، شهدت قفازات حراس المرمى تطورًا ملحوظًا في التصميم والتكنولوجيا.
حيث ركز المُصنعون على إبتكار تصميمات متخصصة لتلبية الاحتياجات الفريدة لحراس المرمى.
تم تطوير عمليات القطع المختلفة لتوفير مستويات متنوعة من الراحة والتحكم والاتصال بين الإصبع والكرة.
وتم دمج ميزات إضافية مثل الألواح الشبكية المسامية والمواد الماصة للرطوبة وإغلاق المعصم القابل للتعديل لتعزيز الراحة والمرونة والملاءمة. الراحة تعد محور الابتكارات الحديثة، وهي تلعب دوراً أساسياً في تطوير تلك الابتكارات.
الاتجاهات المستقبلية والابتكارات لقفازات حراس المرمى
مع التقدم التكنولوجي المستمر، يتوقع أن يحمل مستقبل قفازات حارس المرمى إمكانياتٍ كبيرة.
ومن الممكن رؤية المزيد من التحسينات في تقنية القبضة والحماية من الصدمات واستخدام مواد خفيفة الوزن.
ويمكن أن تكون القدرة على تتبع مثل هذه البيانات أن تكون هائلة وهامة بالنسبة لتدريب حراس المرمى، حيث تُمكِّن المدربين من اكتشاف أعماق اللعبة لدى حراس المرمى وفهم نقاط ضعفهم المخفية حتى الآن.
أخبار متعلقة :